كيف تسحر عدسة فابريس النجوم؟
أثارت صورة الممثل
أدريان برودي مع صقر يحط على ذراعه اهتمام متابعي مهرجان أبوظبي
السينمائي خلال دورته الرابعة الاخيرة وأثارت التساؤلات حول المصور
الذي يقف وراءها. إنه فنان معروف ذاع صيته في العالم وبالتحديد في
عالم السينما لتخصصه في التقاط صور المشاهير على نحو يبرز شخصياتهم
ومكنوناتهم، فلا
يترددون في الوقوف أمام عدسته مرة تلو الأخرى حتى لو كان وقتهم لا
يسمح إلا بخمس دقائق تكفي فابريس دال -أنيسي لاجتراح رؤيته الفنية
لنجوميتهم ولو في أغرب الأماكن. جورج كلوني مثلاً ما كان ليوافق على
التقاط صورته في حمام غرفته في الفندق لولا ثقته بفن
دال-أنيز.
قد
يكون هذا الفنان المتحدر من أصول فرنسية وإيطالية البرهان الأكبر على
أن الموهبة لا تقف عند مهنة أو شهادة تعليمية، إذ عمل قبل أن يتحول
إلى التصوير الفوتوغرافي في مجال الحقوق وتخصص في حقوق النشر وصناعة
الترفيه لأنه أراد منذ البداية أن يعمل في الحقل السينمائي. لكنه أدرك
سريعاً أن هذه الوظيفة لا تختلف عن أية وظيفة أخرى في سلك المحاماة،
فحمل كاميراه في إحدى العطلات وانطلق يطوف بها أرجاء العالم ويحضر
المهرجانات السينمائية المرموقة مثل كان والبندقية وروما ليصور
النجوم. وكان الحظ حليف الطموح وكانت الخطوة الأولى نحو الاحتراف
عندما أقام معرضاً لصوره الفوتوغرافية، وكان بين الحضور شخص طلب إليه
الانضمام إلى طاقم فيلم وثائقي في الكاريبي لمدة 3 شهور. كانت تلك
فرصة مؤاتية لم يتردد دال-أنيز في اغتنامها.
وها هو
بعد عشر سنوات من احترافه التصوير الفوتوغرافي يحضر إلى أبوظبي ليشارك
في مهرجانها السينمائي الرابع، جاذباً عدداً من ضيوف المهرجان إلى سحر
عدسته الشهيرة. يقول أوزفالد بوتنغ مصمم الأزياء الرجالية الشهير ونجم
الفيلم الوثائقي "قصة رجل" الذي عرض في برنامج المهرجان: "عدسة فابريس
التقطت في تلك الصورة على الرمال جزءاً كبيراً من أحاسيسي عندما كنت
في مهرجان أبوظبي السينمائي... استطاع القبض على لحظة التناقض. مع أن
الصورة تبدو سهلة في الظاهر، لكن الفن الحقيقي يكمن في التقاط اللحظة
الصحيحة، وهذا هو حال الإبداع".
إلا أن
تجربته مع النجمة أوما ثورمان التي حلّت ضيفة على المهرجان كانت
مختلفة قليلاً بحسب ما أفضى به لصحيفة "ذا ناشونال" معلّقاً: "أمضينا
وقتاً طويلاً في التحضير لجلسة تصوير أوما ثورمان وبدأت أشياء كثيرة
بالخروج عن سيطرتنا حتى لحظة وصولها، وعندها أصبحت جلسة التصوير
رائعة. إنها فنانة مذهلة بشخصيتها وانفتاحها". وعن تجربته مع أدريان
برودي يقول: "كان برودي قد استيقظ مبكراً ليلحق بشروق الشمس في
الصحراء وكان عليه أن يعود بسرعة لحضور مؤتمر صحافي، لكن بما أنه مطلع
على أعمالي، وافق على التصوير وكان متعاوناً إلى أقصى
الحدود".
لا
تقتصر تجربة دال-أنيز على المشاهير من النجوم الغرب، فقد عمل مع نجوم
من الشرق الأوسط للمرة الأولى في تاريخ مسيرته الفنية وكانت تلك
مغامرة مثيرة بالنسبة إليه.. طبعاً لأنه لم يكن مطلعاً على السينما
العربية، ويقول حسبما ورد في صحيفة "ذا ناشونال": "تعلمت كثيراً من
الثقافة المحلية ليس من منظور التصوير الفوتوغرافي فحسب بل ومن منظور
إنساني أيضاً. العمل هنا يختلف عن العمل مع نجوم هوليوود ورأيت أنني
سأقدم شيئاً جديداً إن بدأت من دون أن أبحث في تفاصيل السينما العربية
مسبقاً". والآن بعد أن تذوق دال-أنيسي متعة التصوير في أبوظبي وسحر
العمل في مهرجانها السينمائي، يعلن على الملأ رغبته في العودة
للمشاركة بالدورات القادمة منه.
تجدر
الإشارة إلى أن جديد فابريس المرتقب ألبوم يضم مجموعة مختارة من الصور
التي التقطها خلال مسيرته الفنية الحافلة، ونشر معظمها على صفحات
مجلات مرموقة مثل "فانيتي فير" وجي كيو" و"إل". لكن ألبومه هذا لن يضم
صوراً للمشاهير وحسب، بل هناك صور أيضاً "للناس العاديين"، فهو "يشعر
برضى غامر عندما يعمل مع أولئك الذين استثناهم مجتمعنا، ويخوض
بكاميراه معهم تجربة جميلة".