"أيام سينما الواقع"منعقدة لتسعة أيام في دمشق
45 فيلماً وتظاهرات وجوائز واحتفاء بعمر أميرالاي
دمشق -راشد عيسى
2011.03.03 - انطلقت الدورة الرابعة منمهرجان أيام سينما الواقع (DOX BOX ) في دمشق يوم الثاني من آذار/مارس وتستمر حتى العاشر منه .يضمالمهرجان المتخصص بالأفلام التسجيلية نحو 45 فيلماً، تتوزع على عدد من التظاهرات،منها تظاهرة المختارات الدولية، التي ستتضمن 17 فيلماً تتنافس على جائزة الجمهور.كما يضم المهرجان تظاهرات: في البحث عن حياة أفضل، عن الرجال وروائع المهرجانات التي تعرض لجديد الفيلم التسجيلي من أفلام احتلت مركزاً متقدماًبما حصدته مؤخراً من جوائز عالمية في مهرجانات دولية مرموقة. ويقدم المهرجان للمرة الأولى تظاهرة لليافعين في عنوان إنه عالمي.
وتحلّ السينمائية التسجيليةالبريطانية كيم لونغينوتو ضيفة على مهرجان أيام سينما الواقع في أول زيارة لهاإلى سورية، في إطار تظاهرة لقاء مع مخرج، حيث ستعرض أربعة من أفلامها بالتزامن مع الإحتفال بيوم المرأة العالمي. من بين تلك الأفلام ساري زهري الذي عرض في مسابقة الأفلام الوثائقية في مهرجان أبوظبي السينمائي 2010 وحاز جائزة اللؤلؤة السوداءلأفضل وثائقي (مناصفة مع حنين إلى الضوء لباتريسيو غوزمن). يدورساري زهري حول شخصية نسائية نادرة هي سامبات بال الهندية التي أسّست منظمة العصابة الزهرية (Gulabi Gang ) في أوتار براديش شمال الهند لنصرة النساء اللواتي يعانين من الظلم والإهمال.وسيعرض الفيلم أيضاً يوم الثامن من آذار في أبوظبي ودبي والشارقة، بمبادرة من المجلس الثقافي البريطاني ومهرجان أبوظبي السينمائي، وبالتعاون مع جهات أخرى.
وعلى الرغم من تشوقه لمتابعة كل جديد، وربما قديم فاته، في عالم السينما التسجيلية، فإنالجمهور السوري متشوق بشكل خاص لمتابعة الأفلام التسجيلية السورية، التي لا يجد طريقاً إليهاإلا عبر نافذة هذا المهرجان. ولقد أفردت أيام سينما الواقع تظاهرة خاصة بالفيلمالسوري في عنوان أصوات من سورية، يتنافس مخرجوها على إحدى جوائز المهرجان. أما لجنة تحكيمهذه الجائزة فمؤلفة من التشكيلي السوري أحمد معلا، المخرج الدنماركي تويه ستينموللر والمخرجة البريطانية كيم لونغينوتو .
وفي هذه التظاهرة ستة أفلام هي: الشعراني وهو بورتريه لحازم حموي عن فنان الخط العربي المعروف منير الشعراني؛ راقصون وجدران لإياس مقداد الذي يرصد رحلة مجموعة من الراقصين العرب والأوروبيينإلى بيروت العام 2006 للمشاركة في عرض الموجة السابعة مع المصممة والراقصةالسويدية ماري برولين تاني؛ سقف دمشق وحكايات الجنة لسؤدد كعدانالذي يتناول قصص دمشق وحكاياتها التي طواها التحديث العمراني الذي تشهده الشامالقديمة؛ صفقة مع السرطان لأديب الصفدي عن الأسير السوري في السجونالاسرائيلية سيطان الولي، الذي أطلق سراحه قبل أن يمضي حكمه لإصابته بالسرطان. ومع في انتظار أبو زيد نكون مع بورتريه آخر من إخراج محمد علي أتاسي للمثقف الراحل نصر حامد أبو زيد. وهناكأخيراً مدينة الفراغ لعلي الشيخ خضر . افتتح المهرجان فيلم القطار الأخير إلىالمنزل للمخرج التسجيلي الصيني ليكسن فان. ويختتم بالفيلم الألماني تصبح على خير،يا لا أحد لجاكلين زوند.
وإلى جانب تظاهرات الأفلام يتضمن المهرجان ملتقياتمتعددة مثل تبادل الذي يوفر فرصاً عديدة للتشبيك وتبادل المعارف والخبرات ضمنلقاءات تخصصية، ويفتح مساحة لحوار تخصصي عن المهنة بجوانبها الإبداعيةوالانتاجية، والتواصل مع بعض ألمع المختصين من حول العالم. هذا بالإضافة إلى ورشةتدريبية في إطار مخيم التدريب الذي يتوج بإعلان مشروعين فائزين بمنحتي تمكينلأفضل مشروع فيلم تسجيلي عربي وأفضل مشروع فيلم تسجيلي سوري.
ولا يفوت المهرجانالدمشقي الإحتفاء برائد السينما التسجيلية الراحل عمر أميرالاي (1944- 2011) بتقديمثلاثة من أفلامه لجمهور السينما التسجيلية هي: الحب الموؤود الذي يستكشف عبره المخرجالسوري الواقع الاقتصادي والاجتماعي للمرأة المصرية من خلال عدة شخصيات نسائية منمشارب مختلفة؛ عن ثورة الذي يتحدث عن الثورة في جبال اليمن، وهو فيلم يمثلالمرحلة الأولى من عمل أميرالاي السينمائي، وقد عرض الفيلم أواخر السبعينيات فيمسابقة مهرجان دمشق السينمائي الدولي ونال جائزته الذهبية؛ نور وظلال الذيأخرجه الراحل بالإشتراك مع المخرجين محمد ملص وأسامة محمد عن السينمائيالسوري الرائد نزيه الشهبندر .
أسئلة المستقبل
انطلق مهرجان أيام سينما الواقعالعام 2008 محتَضناً من الأمانة العامة لاحتفالية دمشقعاصمة الثقافة العربية كتظاهرة مستقلة، ومتخصصة بالأفلام التسجيلية في بلد تعانيفيه السينما برمتها في الأساس مأزقاً حاداً، إن لجهة الإنتاج، أو صالات عرض إلىانفضاض الجمهور عنها، بل وانفضاض عدد من السينمائيين إلى الدراما التلفزيونية،وصولاً إلى سوء الفهم الكبير الذي يحيط بالفيلم التسجيلي الذي ينظر إليه على أنه مجردخطوة وتدريب للفيلم الروائي الطويل. كل ذلك شكل تحدياً كبيراً للتظاهر.قررأصحاب التظاهرة أن يحملوا عبء صناعة جمهور للفيلم التسجيلي، مما يعني تشجيعاًوتحفيزاً للصناعة السينمائية في سورية، وكان لافتاً للمتابعين النقلة التي تحققتبالفعل على مستوى تعاطي الجمهور السوري. فمن صالات شبه فارغة في البدء إلى ازدحامعلى أبواب صالات السينما، يذهل المرء أمام ما فعله المهرجان في سنواتهالقليلة.
كما يحسب للمهرجان محاولاته الدؤوبة الموجهة للمختصين، عبر عقد ورشاتعمل تدريبية وندوات وتبادل للخبرات واستضافة أسماء سينمائية تسجيلية بارزة للإفادةمن خبراتها. كل ذلك هو خطوة على طريق صناعة مخرجين تسجيليين في غياب معهد للسينمافي سورية وفي دول عربية كثيرة.
يواجه المهرجان اليوم أسئلة صعبة بصفتهتظاهرة مستقلة، وهو قد وضع لنفسه محددات تلزمه بأن لا يقبل الدعم من جهة واحدة، كماوضع سقفاً للدعم لا يتجاوز العشرين بالمئة لكل جهة داعمة. ولكن مع رعاية وزارةالثقافة والمؤسسة العامة للسينما، والعمل في ظلهما، إلى أي حد يمكن للتظاهرة أن تبقىمستقلة في قراراتها وتوجهاتها، خصوصاً على مستوى الرقابة، وما يمكن مشاهدته منأفلام تسجيلية سورية أو غيرها؟