أربعون السينمائي أميرالاي في بيروت: كلمات وكتاب
كلمات وكتاب ومقتطفات من أفلامه
راشد عيسى
2011.03.29 - اختار أصدقاء السينمائي السوري
الراحل عمر أميرالاي (1944- 2011) بيروت للإحتفاء بأفلامه وذكراه في
أربعين وفاته التي حلت منذ أيام. ويبدو أن ذلك الإختيار جاء بسبب
المنع الذي ما زال مضروباً في سوريا حول أفلام التسجيلي السوري
الأبرز.
ووصف المخرج السوري أسامة محمد الإحتفالية بالقول كانت ساعات دافئة
وخاصة لا تكرر قوالب سواها، كانت أمسية تخللها الكثير من الضحك.
تضمنت
الإحتفالية أيضاً تقديماً حميماً من هانية مروة، مديرة صالة متروبوليس
للفن والتجربة حيث أقيمت تظاهرة شاشات الواقع التي عقد اللقاء
الإحتفائي بأميرالاي في ختامها. وروى عصمت أميرالاي، شقيق
عمر، مقاطع خفية ساحرة من أزمنة لا يعرفها إلا هو. كما قرأت
السينمائية السورية هالة العبدالله مشهداً من أفلام عمر، إلى جانب
أسطر من مقالة لمحمد ملص في غياب أميرالاي، ومقطعاً من مقابلة لها مع
عمر حول قراره العودة من فرنسا إلى سوريا.
وتحدث عروة نيربية عن قصة منع اسم عمر (في دمشق)، وكيف منع من
قراءة كلمة كان كتبها خصيصاً لافتتاح الدورة الأولى من أيام سينما
الواقع، دوكس بوكس، ثم قرأ الكلمة للمرة الأولى. بعدها قرأ الكاتب
فواز طرابلسي كلمة تتحدث عن سينما عمر وعن الشارع هذه الايام. ومما
قاله طرابلسي في كلمته إلى الطوفان يا عمر! صديقي ويا أميري القرمطي
الجميل. ما أبهى الطوفان تهلّ مياهه الأولى علينا من المحيط إلى
الخليج، ومن البحر العربي إلى الأبيض المتوسط! أعرف أنك لست تحبّ
المديح، ولا تستسيغ البلاغة مليئة أو فارغة.لكن:
ما أوجع ألا تكون بيننا نشارك معاً «الطوفان في بلاد البعث»!
ما أوجع ألا تكون بيننا نشارك معاً «الطوفان في بلاد
العرب»!...
أما أسامة محمد فروى الهواتف الصباحية الساخرة بينه وبين عمر، عن
سينمائيين مصابين بجنون العظمة.
وقد عرضت بضعة مشاهد من أفلام أميرالاي من بينها مشهد شرب شاي من
فيلم الحياة اليومية في قرية سورية. ومشهد زرعنا شجرة من فيلم مصائب
قوم. ومشهد من فيلم عمر عن ميشال سورا. ومشهد غرفة الكومبيوترات من
فيلم طوفان في بلاد البعث. ومشهد أصابع القدم الفراتية كعبها المتشقق
والأرض المتفسخة (والوصف هنا لأسامة محمد) من فيلم محاولة عن سد
الفرات.
ثم غنت مغنية الأوبرا السورية نعمى عمران الباخياناس لفيلا لوبوش
مع بيانو ناريك عباجيان، و آخ تا غوره بالسريانية. وختمت بابن
عربي:
ليت شعري هل دروا أي قلبٍ ملكوا
وفؤادي لو درى أي شِعبٍ سلكوا
أتراهم سلموا أم أتراهم هَلَكوا
حار أرباب الهوى في الهوى وارتبكوا.
ومع الإحتفالية، جرى إطلاق كتاب بعنوان عمر أميرالاي، عاش محباً
ورحل محبوباً أعده وحرره فؤاد مطر.والكتاب يستعيد آخر ما كتب عن
أميرلاي إثر وفاته. وينقسم إلى فصل يتناول خبر وفاة أميرالاي في
وكالات الأنباء والصحف، ثم أبرز المراثي والتحليلات لكتاب مثل عباس
بيضون وحازم صاغية والياس خوري ويوسف عبدلكي وميشيل كيلو وسواهم، وفصل
يتضمن حوارات أجريت مع أميرالاي لمحمد علي أتاسي وريما المسمار وسامر
محمد اسماعيل وأبي حسن وسميرة عوض.
ومما قاله معد الكتاب في تقديمه: هو تحية منا جميعاً لمبدع أغمض
العينين فلم يكحلهما بتباشير النهوض في الأمة من المحيط إلى الخليج..
وهو نهوض نتمنى أن لا يجانبه الوعي كي لا تصيبه انتكاسة الغرور
والعناد.
يذكر أن السينمائي الراحل يحمل الجنسيتين السورية واللبنانية، وهو
من أم لبنانية وقد عاش جزءاً من طفولته في لبنان. فيلمه الأول كان
محاولة عن سد الفرات.أثار فيلمه الثاني الحياة اليومية في قرية سورية
بالتعاون مع الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس جدلاً استثنائياً
بالنسبة إلى فيلم تسجيلي سوري. أما الثالث فحمل عنوان الدجاج وقد قال
عنه الناقد سيرج دانيه نحن أمام قامة من عيار بونويل.وقد كان أميرالاي
أحد مؤسسي، ومدير المعهد العربي للفيلم في عمان، الذي
استمر لعامي 2006 و2007، خرّج خلالهما مجموعة من السينمائيين
التسجيليين العرب.