جولة على برنامج كانّ الرابع والستين
الثورات تعيد السينما العربية إلى المهرجان والمخضرمون
يسيطرون على المسابقة
ريما المسمار
2011.05.12 - قبل أسبوع واحد فقط من انطلاق
الدورة الرابعة والستين من مهرجان كان السينمائي، أضافت إدارة
المهرجان فيلمين إلى برنامج الإختيار الرسمي، أو قامت بالأحرى بنقل
فيلم من برنامج إلى آخر وأضافت ثانياً جديداً إلى التشكيلة. في الحالة
الأولى، نقلت الفيلم الفرنسي "الفنان" (The Artist) الناطق
بالإنكليزية من "خارج المسابقة" إلى "المسابقة الرسمية"، ليصل عدد
أفلام الأخيرة إلى العشرين. والفيلم من إخراج الفرنسي ميشال
أزارانافيسيو المعروف بأفلامه ذات الطابع الجاسوسي الساخر مثل "أو أس
أس 117: القاهرة" (OSS 117: Cairo) و"عش الجواسيس" (Nest of
Spies). أما الفيلم الثاني، الذي أضيف إلى برنامج "نظرة ما"، فهو
""إيلينا" للروسي أندري زفياجينتسيف، المخرج الذي أعطى فيلمين بارزين
سابقاً: "العودة" (The Return) حائز أسد البندقية الذهب عام 2003
و"الإبعاد" (The Banishment) الذي عرض في كانّ 2007 وحاز جائزة أفضل
ممثل (كونستانتن لافرونينكو).
على هذا النحو، يفاجىء كانّ جمهوره ومتابعيه المتخصصين في حقل
السينما، بإضافات وتعديلات حتى اللحظة الأخيرة. أما لماذا، فلا أحد
يمكنه التكهّن. لعلّ ما يضمره المهرجان من ذلك هي المفاجأة وإبقاء
متابعيه في حالة ترقّب. وربّما يترك أماكن شاغرة لأفلام يمكن أن تكتمل
في الأيام الأخيرة. لايزال المجال مفتوحاً أمام إضافات أخرى لاسيما أن
المسابقة اتسعت في سنوات سابقة لثلاثة وعشرين فيلماً. في كلّ الأحوال،
وأياً كانت التشكيلة النهائية، يكتسب البرنامج شيئاً من القدسية،
متّخذاً من تعبير "الأفلام المختارة" بعداً روحياً، إذ يصطفيها
المهرجان السينمائي الأشهر من بين آلاف الأعمال المتقدّمة إلى إدارته.
ولا يقلّل من شأن ذلك الإكتشافات اللاحقة لمتابعيه إذ يرصدون ضعفاً
عاماً في البرنامج أو هنات هنا وهناك. لا شيء يضعضع مكانة كانّ في
عيون عشاقه ومريديه وحتى مظاليمه.
المسابقة الرسمية

اللافت في أفلام المسابقة الرسمية العشرين أمران: الأول استناد
أكثر من نصف تلك الأفلام إلى أسماء سينمائية محنّكة؛ والثاني انشغال
جزء كبير من مواضيع تلك الأفلام بحكايات رجال وحيدين يواجهون أزمات
نفسية أو اجتماعية. فإلى الروسي زفياجينتسيف، الذي كان آخر الوافدين
إلى المسابقة، هناك أحد عشر مخرجاً آخر شارك في مسابقة المهرجان في
الأعوام السابقة ومنهم من سبق له الفوز: الإسباني بيدرو ألمودوفار
"الجلد الذي أحيا فيه" (The Skin I Live In)، التركي نوري بيلج جيلان
"كان يا ما كان في أناضوليا" (Once Upon a Time in Anatolia)،
الفنلندي آكي كاوريزماكي "المرفأ" (Le Havre)، الأميركي تيرينس ماليك
"شجرة الحياة" (The Tree of Life)، اليابانية نايومي كاواسيه HANEZU
NO TSUKI، البلجيكيان جان-بيار ولوك داردن "الصبي مع دراجة" (Boy with
a Bike)، الإيطالي ناني موريتي "لدينا بابا" (HABEMUS PAPA)، الإيطالي
باولو سورينتينو "يجب أن يكون هذا هو المكان" (This Must Be the
Place)، الدنماركي لارس فون ترير "سوداوية" (Melancholia)، الفرنسي
برتراند بونيللو "بيت التسامح" (The House of Tolerance)، الفرنسي
آلان كافالييه Pater.
فيلم ألمودوفار الجديد "الجلد الذي أحيا فيه" سيعيد السينمائي إلى
الكروازيت مرة جديدة بعد مشاركته الأخيرة عام 2008 بفيلم "عناقات
متكسّرة" (Broken Embraces). أما جديده فيعيده إلى البدايات من خلال
تعاونه للمرة الأولى منذ 21 عاماً مع ممثله الأثير أنتونيو بانديراس
الذي لعب بطولة بعض أفضل أفلامه الأولى. العنصر الثاني المرتقب في
تجربة ألمودوفار هذه تحوّله إلى ما يشبه الرعب من خلال قصة جراح يبحث
عن وسيلة لإعادة إحياء جلد زوجته المتوفاة في حادث سيارة. السيناريو
مقتبس عن رواية الكاتب الفرنسي الراحل تييري جونكيه "تارانتولا".
ليس ألمودوفار وحده من قرّر تجوير أسلوبه قليلاً، ذلك أن "سوداوية"
فون ترير محورها إطارها خيال علمي! صاحب "الأمواج المتكسرة" و"راقصة
في الظلام" و"دوغفيل" التي عرضت جميعها في كان بالإضافة إلى فيلمه
الأخير "المسيح الدجال" (Antichrist) عام 2009 جالباً لبطلته تشارلوت
غاينسبور جائزة أفضل ممثلة، يجدد في "سوداوية" تعاونه مع الأخيرة ضمن
طاقم تمثيلي يضم أيضاً الأب والإبن ألكسندر وستيلين سكارسغارد وكيفر
ساذلاند وكيرستن دانست. أما الحكاية فعن صراع بين أختين فيما جسم غريب
يتهدّد الأرض بالزوال.
ويشكّل "لدينا البابا" (We Have a Pope) عودة موريتي إلى السينما
بعد عمله الأخير الفاضح لسيلفيو برلوسكوني "التمساح" (The Caiman)
الذي شارك في كان عام 2006. يلعب بطولة الفيلم الجديد الممثل الفرنسي
ميشال بيكولي في شخصية البابا الذي يقرّر الإعتذار عن تأدية مهامه
بعيد انتخابه. ويجسد موريتي في الفيلم دور طبيب نفسي يستدعيه
الفاتيكان لحل المشكلة. تجدر الإشارة إلى أن موريتي حاز سعفة كان
الذهب في العام 2001 عن فيلمه "غرفة الإبن" (The Son's Room). أما
مواطنه باولو سورينتينو فيقدم في جديده "يجب أن يكون هذا هو المكان"
حكاية رجل آخر، نجم روك، يملّ من حياته فيقرر الإنسحاب من عالم
الموسيقى للبحث عن قاتل والده النازي السابق. يلعب بطولة الفيلم
الممثل والمخرج شون بن. والحكاية الطريفة التي تروى في هذا الصدد هي
أن بن الذي كان رئيس لجنة تحكيم مهرجان كان في العام 2008، منح فيلم
سورينتينو السابق Il Divo جائزة لجنة التحكيم الكبرى وهنأه قائلاً:
"إبقني في ذاكرتك لمشروعك القادم". وهكذا استجاب سورينتينو لطلب بن
فمنحه بطولة الفيلم إلى جانب فرانسيس ماكدورماند. شون بن هو أيضاً نجم
فيلم آخر مشارك في المسابقة الرسمية، "شجرة الحياة" لتيرينس ماليك إلى
جانب براد بيت. بعرضه، ينهي المهرجان الجدل الطويل المعقود حول آخر
أفلام المخرج المتميز والمقل. فالمشروع الموضوع على سكة الإنتاج منذ
العام 2005 كان من المفترض أن يعرض في الدورة الماضية من مهرجان كان
ولكن المخرج شعر بأنه غير جاهز بعد. المشروع برمّته يحوطه الغموض
والحكاية يقال انها من نوع الخيال العلمي. ماليك نفسه ليس غريباً عن
المهرجان الذي عرض ثاني أفلامه "أيام الجنة" (Days of Heaven) عام
1979 ومنحه جائزة الإخراج.
من بلجيكا، يعود الأخوان جان-بيار ولوك داردن، صاحبا السعفتين
الذهب، بجديدهما "الصبي مع الدراجة" حول صبي يتركه والده فيرمي نفسه
في أحضان امرأة غريبة تلعب دورها سيسيل دو فرانس. والمعروف ان الأخوين
داردن ينتميان إلى "نادي المفضّلين" في كان، إذ انهما منذ فوز فيلمهما
"روزيتا" بالسعفة الذهب عام 1999، لم يغب فيلم لهما عن المهرجان
والفوز بأحد جوائزه. ففيلمهما الأخير "صمت لورنا" (The Silence of
Lorna) فاز بجائزة افضل سيناريو في كان 2008.
ينضم إلى هؤلاء السينمائي الفنلندي آكي كاوريزماكي الذي يروي في
جيده "المرفأ" حكاية ماسح أحذية يحاول إنقاذ طفل لاجىء. عرض المخرج
فيلمه السابق "أضواء في الغسق" (Lights in the Dusk) في كانّ عام
2006، وقبله نال جائزة لجنة التحكيم الكبرى عن فيلمه "رجل بلا ماضي"
(The Man Without a Past) عام 2001.
في المسابقة ايضاًً السينمائي التركي نوري بيلج جيلان، ضيف كان شبه
الدائم منذ فيلمه القصير الأول "شرنقة" (Cocoon) وحتى أخيره "ثلاثة
قرود" (Three Monkeys) الذي حاز جائزة الإخراج في كان 2008، مروراً
بفيلم "بعيد" (Distant) حائز جائزة لجنة التحكيم الكبرى وجائزة
التمثيل عام 2002. فيلمه الجديد في عنوان "كان يا ما كان في الأناضول"
عن طبيب يعيش في سهوب الأناضول.
وللسينما الفرنسية حصة كبيرة في الدورة الرابعة والستين. فمع إعلان
شريط كريستوف أونوريه "المحبوب" (The Beloved) فيلم الختام، يرتفع عدد
الأفلام الفرنسية ضارباً رقماً قياسياً، وتسجّل المسابقة وحدها عرض
ثلاثة أفلام فرنسية: Pater للمخرج المخضرم آلان كافالييه يعيد الأخير
إلى المسابقة الرسمية للمرة الأولى منذ العام 1993، علماً بأن فيلميه
السابقين (Le Filmeur وIrene) عرضا في برنامج "نظرة ما"؛ "منزل
التسامح" لبرتران بونيللو الذي جاء كانّ آخر مرة في العام 2003 بفيلمه
"تيريزيا"؛ مايوين لو بيسكو التي تسجّل دخولها الأول إلى كان من خلال
"بوليس" (Polisse) ممثلة معروفة اتجهت إلى الإخراج منذ العام 2004
وقدّمت قبل جديدها "اعذرني" (Pardonnez-moi) و"حفلة الممثلات" (Le Bal
des Actrices). وثمة فيلم رابع في المسابقة يحسب على فرنسا هو
"المصدر" (The Source) للمخرج الفرنسي من أصل روماني رادو مياليانو
مشاركاً للمرة الأولى في المهرجان من خلال كوميديا تدور حول حرب بين
الجنسين في قرية نائية. اللافت في الشريط ارتكازه على ممثلين معظمهم
من أصل مغاربي وفي مقدّمهم حفظية حرصي التي اشتهرت بدورها في فيلم عبد
اللطيف كشيش "اسرار الكسكس". وينظم إلى نادي "مخرجون للمرة الأولى في
كانّ": النمسوي ماركوس شلاينزر بباكورته "مايكل" عن علاقة إشكالية بين
صبي في العاشرة ورجل ثلاثيني؛ الأوسترالية جوليا لاي، الكاتبة
الروائية في الأصل، بباكورتها "الجميلة النائمة" (Sleeping Beauty) مع
أميلي براونينغ في دور طالبة جامعية تنجذب إلى عالم الرغبة السري؛
الإسرائيلي جوزيف سيدر بفيلمه "هامش" (Footnote)؛ الدنماركي نيكولاس
وايندينغ ريفن بشريطه "رحلة" (Drive) الذي يشكل تجربته الأولى الناطقة
بالإنكليزية والفيلم الأميركي الإنتاج الأوحد في المسابقة.
في المسابقة مخرجان يابانيان من خلفيتين مختلفتين تماماً. نايومي
كاواسيه تعود بجديدها "هانيزو" HANEZU NO TSUKI بعد
فوزها في العام 2007 بالجائزة الكبرى عن "الغابة المنتحبة"
(The Mourning Forest) وقبله بعشر سنوات بجائزة الكاميرا الذهب عن
باكورتها Moe no Suzaku. أما المخرج الثاني فهو ميك تاكيشي المعروف
بغزارة إنتاجه الفيلمي وتنوعه بين الموسيقى والتلفزيون. "هارا-كيري:
موت ساموراي" هو عنوان الفيلم الذي سيشارك في مسابقة كانّ، علماً يأن
فيلمه السابق "13 قاتلاً" (13 assassins) عرض في الدورة الأخيرة
لمهرجان البندقية السينمائي.
أخيراً على اللائحة فيلم "نحتاج إلى التحدّث عن كيفن" (We need to
talk about Kevin) للاسكتلتندية لين رامساي، التي تكمّل عدد المخرجات
النساء في المسابقة إلى أربع، وسبق لها أن شاركت في "نظرة خاصة"
بفيلمها "مصيدة الفئران" (Ratcatcher) في العام 1999. يدور فيلمها
الجديد حول أم تستعيد الأحداث التي أدت إلى ارتكاب ابنها مجزرة في
مدرسته الثانوية.
السينما العربية

إلى فيلم ندين لبكي "لوين هلّق؟" المشارك في برنامج "نظرة ما"،
تحضر السينما العربية في مهرجان كانّ بفضل ثورات بلدانها. فثورة 25
يناير المصرية دفعت بإدارة المهرجان إلى استحداث تقليد جديد، يقوم على
تسمية دولة ما ضيفة شرف لكل دورة مقبلة. مصر هي ضيفة شرف الدورة
الرابعة والستين، حيث سيخصص يوم 18 أيار/مايو بالإحتفال بمصر من خلال
أكثر من عرض سينمائي ونشاط. وجاء في البيان الصحفي الذي أصدره
المهرجان قبل يومين أن دعوة مصر لتكون ضيفة شرف دورة 2011 ليست "مجرد
استقبال بلد أعلن للعالم عن حاجته إلى تغيير التاريخ، حاجته إلى
الحرية، وقوته الجماعية ورغبته في الديمقراطية من خلال ثورة 25 كانون
الثاني/يناير، بل إن الأمر يتعلق باستقبال بلد رائد في الميدان
السينمائي لم يغب يوماً عن مهرجان كان السينمائي."
كما أعلن المهرجان أن هذا اليوم التكريمي سينطلق باستذكار المخرج
الراحل يوسف شاهين، من دون تحديد الكيفية، علماً بأنه كانت للمخرج
مشاركات عديدة في كانّ كان أبرزها نيله سعفة كان الذهب التكريمية عن
مجمل مشواره الفني في العام 1997. إلا أن الحدث الإحتفالي الأبرز بمصر
سيتمثل بعرض الفيلم الجماعي "18 يوماً" الذي يضم عشرة أفلام قصيرة
لعشرة مخرجين. يقود المجموعة اسم المخرج المعروف يسري نصر الله الذي
قدّم آخر أفلامه في العام 2009 بعنوان "إحكي يا شهرزاد". أما مشاركته
في "18 يوماً فقد اثمرت شريطاً قصيراً في عنوان "داخلي-خارجي"، يلعب
بطولته كل من يسرا ومنى زكي وآسر ياسين، في أدوار أبناء اسرة واحدة،
تتباين ردود فعلهم تجاه الثورة. يشارك في المشروع ايضاً، الذي يرمز
عنوانه إلى الأيام الثمانية العشر الأولى من الثورة، المخرج شريف عرفة
بفيلم في عنوان "احتباس". ومن جيل أصغر، ينضم إلى اللائحة مروان حامد
(19-19)، كاملة أبو ذكري (خلقة ربّنا) وخالد مرعي (كعك التحرير).
وهناك ايضاً محمد علي بفيلم في عنوان "لما يجيك الطوفان" علماً بأن
علي معروف بتجربته في الدراما التلفزيونية من خلال "مجنون ليلى" و"اهل
كايرو". ومثله تأتي مريم ابو عوف من تجربة "هالة والمستخبي" في
الدراما التلفزيونية لتقدم في "18 يوماً" فيلماً قصيراً بعنوان
"تحرير2/2". ويشارك أحمد علاء بفيلمه "حلاق الثورة"، هو الآتي من
تجربة طويلة مع عرفة حيث عمل معه مساعد مخرج على العديد من أفلامه قبل
أن يقدم باكورته في "بدل فاقد". أما شريف البنداري فيستكمل من خلال
"حظر تجول" تجربته في الفيلم القصير التي أثمرت فيلمين مميزين هما
"صباح الفل" و"ساعة عصاري". ويطل المخرج الشاب أحمد عبدالله صاحب
"هليوبوليس" و"ميكروفون" بفيلم "شباك". يستضيف المهرجان كذلك ضمن
الإحتفالية بثورة مصر فيلم "صرخة نملة" لسامح عبد العزيز الذي كان شبه
مكتمل قبل قيام الثورة، وهو يتناول في إطار كوميدي الظروف المعيشية
الصعبة التي تثقل كاهل المواطن المصري. وقد تردّد أن عبد العزيز، صاحب
"كباريه" و"الفرح"، قام بتعديل الأحداث ليضمّن فيلمه أحداث
الثورة.
وبمحاذاة ذلك الإحتفاء بالحاضر، يستعيد المهرجان في قسم "كلاسيكيات
كانّ" فيلماً مصرياً آخر من كلاسيكيات السينما المصرية هو "البوسطجي"
(1968) لحسين كمال، ومن بطولة شكري سرحان وزيزي مصطفى وصلاح منصور.
تدور أحداث الفيلم الذي سيعرض بنسخة جديدة مرمّمة حول موظف بريد في
قرية نائية، يكتشف من خلال تلصصه على الرسائل، علاقة بين فتاة وشاب.
إلا أن اضطراره إلى حرق الرسالة سيلحق مأساة بالفتاة. وبحضور عدد كبير
من المخرجين والممثلين والمنتجين المصريين فإنه من المتوقّع أن يحوز
الإحتفال باهتمام إعلامي كبير.
للثورة التونسية مكانها أيضاً في البرنامج الرسمي، في فئة "عروض
خاصة"، من خلال الفيلم الوثائقي "لا خوف بعد اليوم"، للمخرج مراد بن
شيخ والمنتج حبيب عطية. الفيلم هو الأول عن "ثورة الياسمين"،
ويتناول في 73 دقيقة يوميات شخصيات وطنية وحقوقية وإعلامية وناشطين
سياسيين ومواطنين عاديين خلال الانتفاضة الشعبية التي شهدتها تونس
اعتباراً من منتصف كانون الاول/ديسمبر الماضي، والتي أدت الى الإطاحة
بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير. من
بين هذه الشخصيات راضية النصراوي المحامية والناشطة في مجال حقوق
الانسان، والمدونة لينا بن مهني، والصحافي كارم شريف وأفراد
عائلته.
تأتي هذه المشاركة بعد غياب طويل للسينما التونسية عن المهرجان،
حيث كانت مشاركتها الأخيرة في العام 2000 من خلال "موسم الرجال"
لمفيدة تلاتلي الذي عرض في برنامج "نظرة ما".
يزخر برنامج المهرجان بعناوين كبيرة أخرى في أقسامه المختلفة. فمن
غاس فان سانت الذي سيطلق جديده "قلق" (Restless) قسم "نظرة ما"،
مروراً بالفرنسي برونو دومون المشارك في القسم الأخير بجديده "خارج
الشيطان" مع مواطنه روبير غيديغيان (ثلوج كاليمنجارو)، ووصولاً إلى
أسماء خارج المسابقة على الضفة الأكثر جماهيرية وشعبية من أمثال جودي
فوستر(بفيلم من إخراجها في عنوان The Beaver مع مل غيبسن في دور
البطولة) وروب مارشل (بالجزء الأخير من "قراصنة الكاريبي") ومايكل
رادفورد (بالوثائقي "ميشال بتروشياني)، يشتبك برنامج الدورة الرابعة
والستين مع مواضيع ساخنة مثل الثورات العربية وقضية المخرجين
الإيرانيين جعفر باناهي ومحمد رسولوف اللذين سيعرضان فيلميهما
الجديدين "هذا ليس فيلماً" و"إلى اللقاء" في قسمي العروض الخاصة
و"نظرة ما" تباعاً.
(المستقبل)