الذهاب إلى

• تعليقات

• 

كان رضا الباهي، في مطلع شبابه، ينسل من المدرسة إلى صالة السينما القريبة ويكتشف روئع الشاشة الفضية. في ذلك الوقت فتن الباهي بجاذبية مارلون براندو. بعد سنوات التقى باهي، بعد أن غدا مخرجاً سينمائياً حائزاً على الجوائز، ممثلاً تونسياً شاباً يدعى أنيس ويحمل شبهاً صارخاً مع براندو. ومن وحي ذلك كتب سيناريو يجمع بين الاثنين، وقد حاول الاتصال بأسطورة هوليوود لسنوات، وعبر الكثير من القنوات غير المباشرة تمكن أخيراً من إيصال السيناريو له. وفي العام 2004 تلقى الباهي اتصالاً هاتفياً من براندو الذي استدعاه إلى منزله في هضاب لوس أنجليس لكي يناقش معه المشروع. في ربيع ذلك العام، أمضى الباهي أياماً وهو يعدّل السيناريو مع النجم المكتئب، ولكن بحلول الصيف وهنت صحة براندو وفارق الحياة.

فيلم «ديما براندو» يمزج ببراعة بين حكاية المخرج نفسه الحقيقية مع براندو، وقصة أنيس المتخيلة، عن شاب تونسي يقوده مصيره إلى المأساة ما إن يعد شبهه ببراندو بالشهرة والنجاح في هوليوود. الباهي يدخل في النص عناصر كان براندو قد وافق عليها قبل وفاته، ولاسيما الواقع الصعب لشاب عربي مفلس في أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول. والنتيجة تحية متعددة وشفافة إلى السينما وتأمل المخرج الصريح في فن السينما وصناعتها، غوايتها المستبدة، وقسوة نظامها، وهي مواضيع كان الباهي قد استكشفها في فيلمه السابق «الصندوق السحري» (2002)