حوار: صناعة فيلم"أربيتراج"
حوار مع نيكولاس جاريكي وريتشارد غير ونايت
باركر
2012.10.12 - كانت انطلاقة الدورة السادسة من
مهرجان أبوظبي السينمائي يوم الخميس الماضي مع الفيلم المرتقب
"أربيتراج" أو "المراجحة" ، وهو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج
والمنتج الحائز على الجوائز نيكولاس جاريكي، وهو من بطولة ريتشارد غير
في دور رجل وول ستريت قاس تبدأ مؤسسته في الانهيار بعد مقتل عشيقته في
حادثة، دور رأى فيه النقاد قفزة جديدة في حياة غير المهنية. وبالإضافة
إلى سوزان ساراندون وتيم روث يضم الفيلم نايت باركر الذي اعتبرته مجلة
"فارييتي" واحداً من أفضل عشرة ممثلين جدد في هوليوود.

وقد تم في صبيحة اليوم الثاني من المهرجان عقد مؤتمر صحافي وجلسة
نقاش حول صنع فيلم "
مراجحة" ضم جاريكي وغير وباركر. كما كان بين الحضور منتج الفيلم
الخليجي المعروف محمد التركي الذي وعد بالمزيد من التجارب الفريدة
التي تردم الهوة السينمائية بين الشرق والغرب.
وقم استقبل نجوم الفيلم بحفاوة في قاعة الرقص في قصر الإمارات، حيث
بادر ريتشارد غير إلى توجيه الشكر للحاضرين مثنياً على الترحاب الحار
الذي لقيه في أبوظبي، كما كشف عن أن العاصمة قد تكون الموقع المثالي
المقبل لتصوير الأفلام، ولاسيما أن هناك بعض المشاريع السينمائية التي
بدأ تنفيذها بالفعل.
أما مخرج الفيلم جاريكي فشرح سبب كتابه وإخراجه قصة الفيلم التي
تمزج بين الدراما العائلية ودسائس الشركات والجريمة، قائلاً: "في
السابق كان الناس يشعرون بطغيان التقسيم الطبقي في المجتمع وبتأثيره
الهائل على النفسية البشرية. وقد بدأ الناس يتساءلون حينذاك عما
يستطيعون فعله، وكان لقراراتهم عواقب عدة. وقد تضافرت تلك الشبكة
المعقدة من المواقف العامة وردود الأفعال مع سؤال: ما الذي يتطلبه
الأمر حقاً لكي يكون الإنسان ناجحاً وهاماً؟".
وأضاف ريتشارد غير حول هذه النقطة: "اعتدنا صنع هذه الأفلام في
السبعينيات والثمانينيات، وهي أفلام ذكية قائمة على الشخصيات وتتعامل
مع الزمن الراهن. وفي نهاية المطاف لا يتعلق الأمر بعالم المال، بل
بإحساسنا الخاص بما هو أخلاقي وكيف لا يمكن الفصل بين قراراتنا
المختلفة. كلّ ما نفعله يجد صداه في كل شيء آخر. وهذا ينطبق على
قراراتنا المهنية، وعائلتنا، ويتغلغل في فكرتنا الخاصة عن التواصل مع
غيرنا من الناس".
أما باركر الذي يلعب دور شاب يجد نفسه عالقاً فجأة في شبكة من
الدسائس التي يدبّرها روبرت ميلر (ريتشارد غير)، فقد أيّد فكرة
التداخل هذه قائلاً إنه أعجب بالطريقة التي قدّم فيها نص جاريكي
الأزمة الاقتصادية وكيف "أثرت بكافة أطياف المجتمع، سواء الفقراء أو
الأغنياء أو أبناء الطبقة الوسطى". بالنسبة إلى باركر فإن الفيلم
يتمحور حول "علاقات لا اسم لها"، فميلر هو "نموذج الأب" بالنسبة إلى
شخصية جيمي غرانت (باركر) وذلك على الرغم من اختلاف خلفية كلّ
منهما ، مما يكشف العواقب السيئة أحياناً التي تؤدي إليها أفعال كلّ
منهما على غيرهما من الناس.
ورأى غير أن هذه اللمسة الإنسانية هي ما أسبغت على النقد الاجتماعي
في الفيلم المزيد من العمق "ولهذا السبب تفاعلت شخصياً مع موضوع
الفيلم. لا صلة للأمر بعالم المال، بل بأين نضع أنفسنا في هذا
العالم".
ميلسا خان