مقابلة: مخرج "المواطن" سام قاضي
2012.10.15 - قبل عرض فيلمه في مسابقة آفاق جديدة
في المهرجان، أجاب سام قاضي على بعض أسئلتنا.

نحن نفهم أن هذا الفيلم قريب من القلب، لأنه يعكس خبراتك
الشخصية في الولايات المتحدة، هل يمكن أن تخبرنا قليلاً عن ذلك؟ كم من
الوقت عملت على تطوير الفيلم وكيف جاءت القصة، ثم كيف طورت
الشخصيات؟
ذهبت كمهاجر، هذه القصة شخصية جداً بالنسبة لي، مررت بالكثير عندما
هاجرت إلى الولايات المتحدة، وانعكست بعض هذه الجوانب في الفيلم. لا
أستطيع أن أقول بأن هذه هي قصتي في مجملها، إلا أنها مستوحاة من
أحداث حقيقية. لقد استغرق النص ثلاث سنوات من الكتابة، بمساعدة اثنين
من مساعدي الكتاب الرائعين (ياسمين براون، وسام يونس)، واستغرق صنع
الفيلم سنتين إضافيتين، وهو ما يقودنا إلى ما مجموعه خمس سنوات من أجل
صنع هذا الفيلم الهام.
هل شخصية إبراهيم الجراح تعتمد على شخصيتك
وخبراتك؟
لا، ليس في الواقع، ويسرني أن حياتي ليست مثيرة مثل حياة إبراهيم
الجراح، على كل حال، وكما قلت، إن بعض جوانب حياته تنطبق على حياتي
ولكن تم عرضهما من منظور جديد وزاوية مختلفة، لقد حاولت أن أبقى
بعيداً لئلا أعكس خصوصيتي على الشخصية حتى تستطيع هذه الشخصية تشكيل
مواصفاتها الذاتية الخاصة.
ما هي التأثيرات الخاصة بك كسينمائي وصانع أفلام؟ وهل
انعكست على فيلم "المواطن"؟
كنت أريد دائماً أن أكون مخرجاً سينمائياً، وكنت أسرد القصص منذ
طفولتي، وعندما ذهبت إلى الولايات المتحدة قررت أن الوقت قد حان
لدراسة الإخراج السينمائي، بعض ممن أُعجب بهم، مارتن سكورسيزي،
العبقري المطلق بأفلامه الجريئة، ومصطفى العقاد مخرج أفلام "الرسول"
و"عمر المختار"، تلك الأفلام التي تجعلك تحلم بأن يكون لديك الفرصة
للتحدث وخلق صوت لنفسك، العالم العربي يفتقد إلى ذلك، ومن واجبي كعربي
دخل عالم هوليوود أن أقدّم هذا الصوت عن منطقتنا، ومصطفى العقاد هو
نموذج أساسي، كما يصادف أنه من مدينة حلب السورية أيضاً، وأن أكون
قادراً على متابعة خطاه وأن أُصبح المخرج الناجح والمنتج، وأن أقوم
بإنتاج أفلام عن منطقتنا، إنه أمر لا يصدّق.
ما الذي يقدمه هذا الفيلم ويريد قوله للجماهير في الخارج
عن السياسة الأمريكية، والحلم الأميركي؟
الحلم الأمريكي يعني الكثير للمهاجرين، وهذا الحلم لم يعد موجوداً
بعد 11 سبتمبر، لقد أصبح من المتعذر الوصول إليه، لكنه موجود ولن
يموت، لأن الولايات المتحدة تستند إلى دستور متين، لذلك يعود الحلم من
جديد، على الرغم من أنه قد يكون تحدياً في الوقت الراهن مطاردة هذا
الحلم وتحقيقه، ولكن عليك العمل بشكل مجتهد لتحقيق ذلك.
كيف كان استقبال الفيلم في المهرجان؟ وكيف تعتقد أن
الجمهور العربي سوف يتلقى فيلمك؟
أنا ممتن جداً للاستقبال العظيم الذي تلقيناها حتى الآن. في مهرجان
بوسطن، كان العرض العالمي الأول للفيلم وفاز بجائزتين: جائزة أفضل
كادر للفيلم، وجائزة الأثر الشامل. أعتقد أن ذلك وحده دلالة على مدى
إيجابية هذا الفيلم، ناهيك عن أنه كان لدينا عرض رائع تبعه ندوة سؤال
وجواب. ثم عُرض الفيلم في نيويورك في مهرجان غوثام السينمائي، وكان
سكان نيويورك سعداء جداً بهذا الفيلم، في الواقع كان هناك سيدة واحدة
خلال ندوة سؤال وجواب الذي بدأت بالبكاء عند سؤالها، بينما كانت تعبر
عن امتنانها، وكانت واحدة من أوائل مشاهدي الفيلم، وحقيقة ينبغي أن
يشاهده العالم كله. وآمل أن يتلقى الجمهور العربي الفيلم بشكل إيجابي،
لكنه لا يمكن التنبؤ بردة فعلهم في الوقت الراهن.
من وجهة نظركم، ما الذي جعل السينما العربية ناجحة في
السنوات الأخيرة؟
ما أريد قوله إن هذه السينما حقيقة تسير بالطريق الصحيح. ومع
المهرجانات الرائعة مثل مهرجان أبوظبي السينمائي، ومهرجان دبي
السينمائي الدولي، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي وغيرها في
المنطقة، سنكون قادرين على عرض أفلامنا والأفلام العربية على جمهور
دولي وعلى مستوى دولي، فمن المنعش جداً رؤية بعض أفلامنا قد عُرضت في
مهرجانات مثل كان والبندقية، ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين
علينا القيام به، لدينا الموهبة ونحن بحاجة إلى الدعم.
كنت قد عملت لمدة خمس سنوات على تطوير هذا الفيلم ليعكس
الصراع الذي خضته والكثير من العرب عقب أحداث 11 سبتمبر، وكونك
سورياً، هل نحن ، الجمهور، نتوقع فيلماً عن الثورة السورية في
المستقبل القريب يصوّر كيف أثّرت عليك وعلى السوريين والعرب في جميع
أنحاء العالم؟
بالتأكيد، إنها في الخطة، علينا أن نروي هذه القصة، من المهم جداً
أن نقصّها في أقرب وقت ممكن، كل شخص في شوارع سورية، كل ثائر يقاتل من
أجل بلاده، لديه قصة تستحق أن تُسرد، وقد تم التخلي عن هؤلاء الناس
ونسيهم العالم، وهو خطأنا، ولكن نعدكم أن نقوم بعمل أفضل، إني أُسمّي
الثورة السورية بـ "أم الثورات" بسبب هؤلاء المواطنين الشرفاء
والشجعان الذين يقاتلون من أجل الحرية والكرامة.
سعاد شما