حوار: مخرج فيلم "سونغلاب"
شؤون عائلية
2012.10.15 - أنشأ السينمائيان الماليزيان افندي
مازلان وفريزة ازلينا إسحاق ضجة في مهرجان أبوظبي السينمائي مع
فيلمهما الثاني "
سونغلاب" الذي يروي قصة أخوين محاصرين في عالم الجريمة الجنائية
في كوالالامبور. هذا الثنائي شركاء في الحياة، فضلاً عن شراكتهما في
صناعة الأفلام، فهما زوجان متعددا المواهب، وتعاونا في مسلسل تلفزيوني
لسنوات قبل اتخاذ هذه الخطوة للبدء بإنتاج هذا الفيلم، لكن هذا
الأسبوع سيكون مازلان وحيداً، وهنا في أول زيارة له إلى دولة الإمارات
العربية المتحدة لعرض فيلم "سونغلاب" للمنافسة في مسابقة (آفاق جديدة)
في المهرجان، والمخرج العصامي يعطي المقابلة بعداً اجتماعياً
ودّياً.

عندما سألناه عن التعاون مع زوجته، التي كتبت السيناريو، كان
مازلان صريحاً، وقال نحن كزوج وزوجة نعمل معاً بشكل وثيق.نحن نفضّل
العمل مع المواد الخاصة بنا، وعادة ما نأتي بأفكارنا بشكل مشترك،
وأحياناً كان يتندر من حقيقة أنهم في بعض الأحيان يتجادلان حول
مشاريعهما السينمائية.
تحدث مازلان عن كيفية إنجاز "سونغلاب" كمشروع، وقال إن الفكرة
الأولية عن الفيلم كانت مادة مختلفة، وبدأت بها باعتبارها قصة عن
أخوين، ولكن في وقت لاحق غيّر المسار، وأضاف قرأنا تحقيق صحفي حول
سيدة تبيع الأطفال الرضّع، وقمنا بتغيير خلفية القصة بناءاً على هذه
الرواية، استخدمنا قضية الاتجار بالبشر كخلفية وجوهر أساسي لقصة
الأخوين.
وتعليقاً على الانسجام بين الشقيقين على الشاشة (مثّل دورهما
سيفي نسويب وسام شاهيزي)، يفسر مازلان أنهما خضعا الممثلين لاختبار
أداء سواء لمن كان له خبرة سابقة أو لمن يظهر لأول مرة على الشاشة،
ولكن القضية الرئيسية في المشاهد هي كيف سيكون انسجام وظهور هذا
الثنائي على الشاشة، وأوضح أن سيفي لديه خبرة، وعمل مع ياسمين أحمد،
وهي مخرجة مشهورة في ماليزيا. أما بالنسبة لسام شاهيزي، فهو ممثل كبير
في ماليزيا، اعتُبر ذلك العام أفضل ممثل وفاز بالكثير من الجوائز
أيضاً. وبعد أن وقع عليهما الاختيار كان لابد لنا من أن نختبر مدى
انسجامهما في التمثيل ودمجهما معاً في المشاهد، وكنا سعداء بالعمل
معهما ونتشرف بذلك. سارة علي، التي مثلت دور (هوا)، امرأة شابة علقت
في دوامة الاتجار بالأطفال حيث كان على أحد الأخوين أن يسعى إلى
حمايتها، أضاف قوة للمشاهد، ويقول مازلان لقد كان بين سارة علي وسام
شاهيزي وسيفي نسويب انسجام كبير ظاهر على الشاشة، وهذا الأمر ينطبق
حتى على الممثلين الذين لعبوا دور الأهل.
ورداً على السؤال حول أهمية أسماء الشخصيات في الفيلم شرح
مازلان إنها مجرد صدفة، إنها تعطي لمسة مثيرة للاهتمام"، ويتابع بشرح
أوسع عن أهمية كلمات أخرى استخدمت في الفيلم، بدءاً من عنوانه
ويقولةالعنوان نفسه، قوي جداً، كلمات مؤثرة، يقول البعض إنه مزيج من
كلمات ماليزية و صينية ولكن مصدره غير معروف، إنه كلام عام. في الوقت
الحاضر بدأت الصحف باستخدام كلمة (سونغلاب)، اذ أنها تتعلق بالاختلاس
والفساد.
وحول التحديات التي واجهها كمخرج خلال إنتاج الفيلم، قال كان
التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو التمثيل، واتخاذ القرار حول كيفية حل
المشاكل مع المشاهد. في بعض الأحيان ما نخطط له لا يتلائم مع الموقع،
وعندما نكتب السيناريو قد تبدو الأفكار جيدة، ولكن ما تفكر به في
خيالك قد يختلف عن الواقع، ولهذا فإننا نحل المشاكل معاً كفريق
واحد.
وعن موضوع تأثّره بالسينما، يعبّر مازلان عن حبه هو وفريزة ازلينا
إسحاق لجميع أنواع الأفلام، ويقول نحن نحب كل شيء، لا يهم إذا كان
فنياً أم تجارياً، منوهاً خصوصاً بإعجابه بأفلام دول أمريكا اللاتينية
والسينما الفرنسية وأفلام ستيفن سبيلبيرغ، ويقول نحن عشاق للسينما، لا
يهم نوعها طالما أنها قصة جيدة.
وعندما سُئل إلى أين تتجه سينما شرق آسيا والسينما الماليزية، قال
إن كلاهما بطريق الصعود ولديهما العديد من المخرجين الصاعدين، كما أن
الكثير من المشاهدين يدعمون السينما، وأضاف يتمثل التحدي في خلق شيء
جديد و قصص جديدة، فأنا وزوجتي، حاولنا أن لا نكرر أنفسنا، وهذا هو
أهم شيء، لا أستطيع التحدث عن مخرجين آخرين، ولكن بالنسبة لزوجتي ولي
التحدي هو السرد والتفكير بموضوع قوي للكتابة عنه. هناك الكثير من
الكتّاب الواعدين والذين لهم القدرة على فعل ما قد يقوم به مخرجين
سينمائيين عالميين.
وكان لابد في نهاية المقابلة أن نسأله عن مشاريعه المستقبلية، فقال
في هذه اللحظة لا أستطيع التفكير في أي موضوع آخر، عليك أن تشاهد
الفيلم القادم، نحن نفكر في قصة لكنها لا تزال قيد الإنجاز، ونحن نفكر
ولكن لم نكتب بعد، وختم نحن نحل القصة أولاً ثم نكتب، فهذا ليس
مفاجئاً.
كارولينا عباس