تحليل: "وحوش البرية الجنوبية”
2012.10.19 - الجميع حول العالم جمهورا ونقادا قد وقعوا في حب فيلم "وحوش البرية الجنوبية"، خاصة بطلته الصغيرة الحجم ذات الأعوام الستة والجسورة كأسدهشبوبي. وصفت مجلة "رولينغ ستونز" فيلم المخرج بين زيتلين الروائي هذا، والذي يعرض ضمن مسابقة آفاق جديدة في مهرجان أبوظبي السينمائي، بأنه "يغير قواعد اللعبة ليجعلنا أكثر حماساً للسينما من جديد"، كما وصفته مجلة "إيمباير"بأنه "جميل، مضحك، عذب وملائم... إنه أفضل ما قدمته أميركا للفن السينمائي هذا العام"، وهو يحصد الجوائز حول العالم أيضا، بما فيها جائزة لجنة التحكيم الكبرى لفيلم أميركي روائي وجائزة التصوير في مهرجان سندانس؛ بالإضافة إلى أربع جوائز في مهرجان كان من ضمنها جائزة الكاميرا الذهبية لأفضل أول فيلم طويل لمخرج؛ وجائزة الجمهور في مهرجان لوس أنجلوس السينمائي، وكل هذه الجوائز هي فقط غيض من فيض.
لا يوجد الكثير من الأفلام التي أثرت بي كما فعل هذا الفيلم بعد مشاهدتي له في وقت سابق من هذا الشهر، لقد مسحت دموعي على عجل عندما أضيئت صالة العرض بعد نهاية الفيلم في مهرجان معهد السينما البريطانية في لندن. بالنسبة لي، هذا كل ما يتوجب أن تكون عليه السينما: لقد تهت معه تماماً في عالم حوض الاستحمام، مجتمع خرافي يعيش في نهير صغير خلف الحاجز الذي يحمي مدينة مجاورة من الفيضان. سيتحتم علينا أن نتذكر نيو أورلينز، حيث يعيش زيتلن النيويوركي الأصل وحيث أنتج الفيلم، لكن المشاهد قد وضعت عن عمد بشكل ملتبس وضبابي لتحافظ على جو الفانتازيا في الفيلم. نجح زيتلين بأن يجمع على الشاشة عالما سحريا ومغرقا بالواقعية في الوقت نفسه.
قدمت كوفينزان واليس التي تلعب دور هشبوبي أداءً خارقاً صب في قلب الفيلم، الممثلة الصغيرة كانت بالكاد قد أتمت الخامسة من العمر حين بدأ العمل على الفيلم. نجاحها في أن تكون مستلبة ومخترقة بقدر مساوٍ لكونها صلبة ورابطة الجأش جعل من الصعب إزاحة النظر عنها. لقد قام زيتلنأيضا بوضعها في قلب الأحداث فالفيلم يروى من خلال عينيها، وقد استشارها بشكل مستمر في محاولة لفهم كيفية تفسيرها للأحداث وحول ماذا يدور تركيزها الأساسي. فعلى سبيل المثال، عندما سألها عن ما كانت تستمع إليه أثناء التصوير، اكتشف بأنها تميل للتركيز على أصوات ثانوية ومحددة، وبالتالي طلب من مهندسي الصوت التركيز على ذلك. لقد قدم من منظورها واقعية سحرية للفيلم: فتهديدات والدها المحتضر وطردها من بيتها يتحول إلى رعب من وحوش ما قبل التاريخ التي أعيدت إلى الحياة بعد ذوبان طبقات الجليد. للقصة قوام الحلم، لكن ما وراء كل ذلك ثمة مواضيع مصيرية معاصرة، خصوصا بما يتعلق بتلوث البيئة، مما يجعلنا نمر بكوابيس لها علاقة بالواقع.
يعرض فيلم "وحوش البرية الجنوبية" في صالات سينما فوكس مارينا مول، الجمعة 19 أكتوبر ، 2:30 مساءً.
روبين إيفانز