تحليل : "متجر الانتحار"
2012.10.20 - تقع أحداث "
متجر الانتحار" في وقت ما في المستقبل في مدينة باريس التي تبدو
مدينة بالغة الكآبة إلى درجة أن جميع سكانها باتوا يلجأون إلى
الانتحار لكي يتخلصوا من معاناتهم، ومن هنا فإن شركة عائلة توفاش التي
تأسست في 1854 تصبح الشركة الأكثر ازدهاراً وشعبية في المدينة إذ أنها
توفر للناس طيفاً واسعاً من وسائل الانتحار، وذلك عبر "متجر الانتحار"
الشبيه بالصيدلية، إنما المحتشدة بدلاً من العقاقير بالشفرات والسموم
والحبال وحتى السيوف اليابانية، وكل ما يخطر بالبال من وسائل الانتحار
وأدواته. وفي لحظة ما نرى متشرداً يائساً يحاول إنهاء حياته لكنه لا
يمتلك كلفة ذلك، فتوفر له السيدة توفاش كيساً بلاستيكياً وشريطاً
لاصقاً لكي يستعملهما في الانتحار اختناقاً.

في مدينة يشكل فيها البؤس النمط السائد، فإن تجارة آل توفاش تزدهر
ازدهاراً بالغاً، إلى أن يولد طفلهما ألان، وهو طفل مليء بالبهجة
والسعادة، وهو ما يتسبب بتلطيخ سمعة العائلة، إلى درجة أن والده
ميشيما يبذل قصارى جهده لكي يصوب مسار طفله، بما في ذلك تقديم علبة
سجائر له أملاً بأن يؤدي ذلك إلى اعتكار مزاج الطفل، إلا أن جميع
محاولاته تذهب هباء.
ومع تطور أحداث هذه الكوميديا الموسيقية السوداء فإن الحس الفكاهي
فيها يزداد أكثر فأكثر، كما هي الحال مع أفلام مثل "العروس الجثة"
و"كابوس قبل الميلاد" و"عائلة أدامز" يتناول باتريس لاكونت موضوعاً
قاتماً ويزينه بالشخصيات المسلية والفكاهة السوداء والأغنيات البهيجة
التي تعلق بسهولة في الذاكرة في معادلة تزيد من جاذبية الفيلم أكثر
بكثير مما يوحي به في البداية.
"متجر الانتحار" المقتبس عن رواية جان تول الشعبية هو أول تجربة
للاكونت في مجال أفلام التحريك، والتي يحول فيها دعابة طويلة إلى
حكاية مقنعة يجد معها المشاهد نفسه مدندناً على إيقاع الأغنيات
ومبتسماً حين يطالعه وجه ألان البشوش بينما يخوض غمار تغيير تجارة
عائلته ومصير الباريسيين اليائسين.
يعرض "متجر الانتحار" يوم الجمعة 19 أكتوبر الساعة الخامسة بعد
الظهر، والسبت 20 أكتوبر الساعة السادسة والربع.
سعاد شما