Nمسابقة الأفلام الروائيةمخرج: يوجين غرين
فرنسا، إيطاليا | الفرنسية, الإيطالية
2014 | 105دقيقة
ترجمة: Arabic, English
الصيغة: دي سي بي
12+يحيل عنوان الفيلم على كنيسة سانت إيفو آلا سبيينزا في روما التي صممها المعماري فرانشيسكو بورّوميني (1599 ـ 1667)، وتم بناؤها في منتصف القرن السابع عشر، والتي تعتبر من تُحف معمار "الباروك" في إيطاليا. ليست هذه الإحالة اعتباطية، بل تضعنا مباشرة داخل حكاية الفيلم وانشغالات المخرج في آن واحد، ذلك أن المعماري البارع ألكسندر شميت، الذي يدخل تصوّره للمعمار في صراع مع رجال السياسة، والذي يعيش حالة انعدام تواصل مع محيطه (بمن في ذلك زوجته آليينور)، يُقرر القيام بصحبة هذه الأخيرة برحلة مزدوجة في الزمان والمكان، نحو إيطاليا القرن السابع عشر، وتحديداً نحو الأماكن التي عاش وأبدع فيها معماري "الباروك" بورّوميني، بحثاً عن مصدر جديد للإلهام. لكن، وبدل العثور على هذا المصدر في الماضي، سوف يجده شميت في الحاضر، انطلاقاً من تعرُّفه، صحبة زوجته، على الأخوين المراهقين غوفريدو وأخته لافينيا، وكأنهما يعثران فيهما، كل على حدة، على طفله المفتقد، بما يعيد إلى الزوجين طعم الحياة، ويعيد ربطهما من جديد بعد أن كان كل منهما يعيش وحدته الخاصة، أو سجنه الخاص. غير أن هذا الحاضر الذي يصالح المعماري مع نفسه ومع العالم المحيط به ليس منفصلاً تماماً عن الماضي، حيث تظل ملامح "الباروك" واضحة في الفيلم، سواء أمن حيث الحضور القوي لمشاهد الكنائس التي صممها بورّوميني، أم على مستوى القطع الموسيقية التي اختارها المخرج من أعمال الإيطالي كلاوديو مونتيفيردي (1567 ـ 1643)، الذي يُعتبر عمله لحظة مفصلية في الانتقال من فن النهضة إلى فن "الباروك". وكذا على المستوى الجمالي، حيث يقرأ الممثلون حواراتهم بشكل مسرحي بارد مُبالغ فيه، لا أثر فيه لأي انفعال خاص، وحيث يقف الممثلون وهم يتحاورون لا وجها لوجه، بل الواحد منهم بجوار الآخر وهم ينظرون باتجاهنا، وحتى حين يتحاورون وجها لوجه، يجعلهم المخرج ينظرون إلينا، في أعيننا، وكأن حوارهم إنما هو معنا نحن لا مع بعضهم البعض، يخلخل طمأنينتنا، ويذهب بالسؤال من الشاشة إلى خارج الكادر، إلى الحياة. مصطفى المسناوي